إن المترقي في منازل الآخرة وهو يسير في تلك المراحل ويقطعها يحتاج إلى بارقة أمل تدفعه إلى سرعة المسير في تلك المنازل ، فلا بد أن يكون " قوي الرجاء " فيما عند الله ، فما هو الرجاء وما هي علاماته ؟ وكيف نعيشه في حياتنا ؟
الرجــاء المحمود : قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : إ علم أن الرجاء محمود ، لأنه باعث على العمل ، واليأس مذموم ، لأنه صارف عن العمل . قال معروف الكرخي رحمه الله : رجائك لرحمة من لا تطيعه خذلان وحمق ولذلك : [ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله ] .[/size]
· قال :[ قال تعالى : أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء .. ] رواه أحمد .
قال القرطبي رحمه الله :ظن الإجابة عند الدعاء ، وظن القبول عند التوبة ، وظن المغفرة عند الاستغفار .
· قال رسول الله :[ لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ] رواه مسلم.
قال بعض العلماء : من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيئ هرب منهُ ، ومن رجا الغفران مع الإصرار على الذنب فهو مغرور .
· علامات صدق الرجــاء :قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله :
1- المجاهدة بالأعمال .
2- المواظبة على الطاعات كيفما تقلب الأحوال .
3- التلذذ والتنعم بدوام الإقبال على الله عز وجل ومناجاته
· اختلال في الموازين :قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله :ومنهم من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه ، وسبب ذلك أنه يحفظ عدد حسناته ولا يحاسب نفسه على سيئاته ، ولا يتفقد ذنوبه ، كالذي يستغفر الله ويسبحه مائة مرة باليوم ثم يظل طول نهاره يغتاب المسلمين ، ويتكلم بما لا يرضى ، فهو ينظر في فضائل التسبيح والاستغفار ، ولا ينظر في عقوبة الغيبة والكلام المنهي عنه . اهـ
· من علامة السعادة :قال أبو عثمان الجيزي رحمه الله : من علامة السعادة أن تطيع ، وتخاف أن لا تُقبل ، ومن علامة الشقاء أن تعصي وترجو أن تنجو .
· علامة صحة الرجاء :قال الشاه الكرماني :علامة صحة الرجاء حسن الطاعة .
· الفرق بين الرجاء والتمني :
- أن التمني يصاحبه الكسل ، ولا يسلك صاحبه طريق الجد .
- والرجاء على الضد من ذلك .
· الفرق بين ظن المؤمن وظن الفاجر :قال الحسن البصري رحمه الله :إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل