الكتمان....
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان
كان أنس بن مالك -رضي الله عنه-
يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفي يوم من الأيام كان يلعب مع
الغلمان بالمدينة، فأتى إليهم النبي
صلى الله عليه وسلم وألقى عليهم
السلام، وكلف أنسًا بمهمة ما.
وبعد أن نفذ أنس تلك المهمة
عاد إلى أمه، فسألته عن سبب
تأخره، فقال لها: بعثني رسول
الله صلى الله عليه وسلم
لحاجة، فسألته: ما حاجته
؟ فلم يخبرها أنس وقال:
إنها سِرٌّ. فسعدت به أمه
وأُعجبتْ بكتمانه للسر،
وقالت له: لا تخبرنَّ بسر
رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحدًا.
[مسلم].
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان
*عندما تُوفي زوج
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
-رضي الله عنهما-، عرض عمر
على عثمان بن عفان أن يتزوجها،
فقال له عثمان: سأنظر في
أمري، وبعد أيام لقى عثمانُ
عمرَ، فقال له: بدا لي ألا
أتزوج الآن. ثم عرض
عمر على الصديق أبي بكر
أن يتزوج ابنته حفصة، فلم
يرد عليه أبو بكر
بالقبول أو بالرفض،
فغضب عمر منه.
وبعد ليالٍ، خطبها
الرسول صلى الله عليه وسلم
فزوَّجها له عمر، فلقيه
أبو بكر فقال له:
لعلك وَجَدْتَ علي
(غضبتَ مني) حين
عرضتَ علي حفصة
فلم أَرْجِعْ إليك شيئًا؟
فقال له عمر: نعم.
فقال أبو بكر: فإنه لم يمنعني
أن أرجع إليك شيئًا حين
عرضتَها على إلا أني
سمعتُ رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يذكرها (أراد الزواج منها)،
ولم أكن لأفشي سر
رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ولو تركها لنكحتُها
(تزوجتُها)._
[البخاري].
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان
*ما هو الكتمان؟
الكتمان هو حفظ الأسرار،
وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه
الناس من الأمور الخاصة.
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان
أنواع الكتمان:
هناك أمور كثيرة يجب على
المسلم أن يلتزم فيها بخلق
الكتمان، ولا يظهرها لأحد
من الناس، ومن هذه الأمور:
كتمان السر: المسلم يحتفظ بالسر
سواء أكان هذا السر خاصًّا به
أم أنه يتصل بشخص آخر ائتمنه
عليه، فإذا حفظ المسلم السر فإن
نفسه تكون مطمئنة لا يخاف
من شيء، أما إذا أعلن سره
للآخرين فإن ذلك يكون سببًا
في تعرضه للمضار والأخطار.
واحتفاظ المسلم بالسر دليل على
أمانته، مما يجعل الناس يثقون
به ويسعون إلى صداقته، أما إذا
كان من الذين يفشون الأسرار،
فإن الناس سيكرهونه ولن يثقوا
به، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا حدَّث الرجلُ الحديثَ ثم
التفت فهي أمانة)
[الترمذي].
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
إذا أراد غزوة فإنه لا يخبر أحدًا
بوقتها ولا بمكانها حتى يجهز
الجيش ويستعد للقتال.
ومما قاله الحكماء في كتم السر
وعدم إفشائه: من أفشى سره
أفسد أمره، ومن كتم سره ملك
أمره. وقيل: أضعف الناس
من ضعف عن كتمان سره.
وقال عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه-: من كتم
سره كان الخيار بيده.
وقال: ما أفشيتُ سري إلى
أحد قط فلمتُه؛ إذ كان صدري
به أَضْيَق.
وقال علي -رضي الله عنه-:
سرك أسيرك فإذا تكلمتَ
به صرتَ أسيره.
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان