تحية عطرة أبعثها لكم بخليط من النرجس والفل والياسمين وبعض من العطور الشرقية علها تليق
بوجودكم العطر الفواح حبا وتقديرا وإحتراما ..
تحية ممزوجة بالحب لقلوبكم الطاهرة النقية
(( جلسة لمحكمة الأقلام ))
من منكم جرب الدخول لهذه المحكمة ...
من منكم جرب هذه المسألة ..
من منكم جرب خوض هذه التجربة !!
إنها المحكمة ...
لا تخاف فليست هناك حبال مشنقة ..
إنها مجرد محكمة لكتاباتك هل هي متقنة أم مبعثرة
مجرد الإمساك بالقلم فهو أمر يستوجب الأدب ..
ومجرد الخروج عن النص فهو أمرا حتما سيثير الغضب
فهل جربت أن تحاكم قلمك قبل أن تذهب إلى النوم
وأنت قد كتبت ما كتبت وأرسلت ما أرسلت
وخضت فيما خضت !!!؟
سأقول لك إنهم أقلية نادرة من يحاكمون أنفسهم بأنفسهم
لأنهم يدركون أن أقلامهم قد تحلق في أفق بعيد
في أحيان كثيرة ..
مرات تصيب الهدف .. ومرات أكثر تتعدى السقف ! !
المترافعون /
أناس بسيطون يقرأون ولكن لا يستوعبون ..
يردون ولكن لا يصلون .. يكتبون ولكن لا يعرفون
يهدونك الكلمات الجميلة في أحيان كثيرة وأنت لا تستحقها
بذلك الحجم الذي أعطي لك ..
ويتجاهلون ذلك عندما تكون في أشد الحاجة لأن يفهموك
من خلال ما تكتب ..
يحضرون عندما تسود الغيوم ويغيبون عند اللزوم ...
وبما أنني ذكرت اللزوم فالمتلقي ينظر إليه الكاتب
وكأنه حبة دواء تؤخذ عند اللزوم ..
لا يرتاح إلا عندما يتم تلقي حروفه بنفس الفكر الذي
سار عليه بمعنى أن الكاتب ينتظر من المتلقون
أن لا يمروا بل ينتظر أن يمروا ويفهموا ما هم يكتبون ..
وبعد هذا يحق لهم أن يترافعون !
المحامون /
إنهم المحبون الذين يقدرون الأشخاص ولكن ما هذا الأهم
أيضا لا يفهمون كل ما يكتب ولكنهم
يهتمون بالمكنونات ولا يركزون على الجزئيات لأن الأخيرة
تعد أشياء صغيرة يمكن التغاضي عنها بينما
الأولى تعد هي الأساس الذي يرتكز عليه الإنسان ...
حتى عندما يتم تقييمك في مكان عملك لا يسألونعن ماذا قدمت في الأسبوع المنصرم ..
بل يهتموا بما قدمت في السنوات أو الشهور المنصرمة !!
الحاكمون /
هم حازمون جادون لا يبالون ..
بل يطبقون القوانين بحذافيرها بغض النظر عن ما يكونون
ولكنهم أحيانا يكونوا نائمون ..
ولا يستيقظون إلا وقد أغلقت المحكمة أبوابها وبعد هذا يسألون ..
أين هم المتهمون !!!
كل هذا نحن في غنى عنه ايها الأحبة لو كنا بإستمرار
نحاسب أنفسنا عن ما نكتب ..
نحاسبها بعين بصيرة ذات نظرة ثاقبة ومتفحصة ..
فهل هي كتاباتنا تستحق أن تقرأ أم أنها تقرأ لأننا نحن
من كتبناها ليس إلا نحتاج لأن نراجع أطروحاتنا بإستمرار
حتى نساعد أنفسنا على الإرتقاء بأفكارنا ..
فليس كل ما نطرح هو جدير بالإشادة وإن نالت من
الإشادة الشيء الكثير ...
ربما تكون هي فلسفة متعمقة وبعيدة المدى ولكنها حقيقة
يجب أن ندركها ،،
جميل جدا أن ندرك أن
أقلامنا هي وسائل وليست مجرد رسائل
وأن أفكارنا هي المسافة المنسكبة بين حبر القلم والواقع
الذي نعيشه ... فلنكتب بواقعية !!
إمضاءات
-إذهب بأفكارك إلى الفضاء ..
فهناك ستجد المعنى الحقيقي للأشياء
- إجعل حروفك تلامس المنطق ...
وفكر دوما كيف بها تنطق
- قد يفقد القلم كاتبه وقد يفقد الكاتب قلمه ...
ولكن حتما لا تفقد المعاني جوهرها
- كل الأشياء تبدأ فتنتهي إلا قلم الكاتب فإنه يبدأ
من حيث النهاية !
رفعت الجلسة .. في انتظار الحكم